شددت رئيسة جناح المرأة والأسرة في حزب الهدى السيدة "آينور سُلُن" على ضرورة اتخاذ تدابير لمواجهة السياسات التي تفسد الأسرة.

أكدت رئيسة جناح المرأة والأسرة في حزب الهدى السيدة "آينور سُلُن" أن معدلات الطلاق المتزايدة وتراجع معدلات الزواج تعكس تأثير مشاريع الهندسة الاجتماعية التي ينفذها "العالميون"، مشيرة إلى أن السياسات المحلية لم تُنتج لمواجهة هذه المشاريع ولم يتم كبح جماح محاولات الإفساد.

جاء ذلك خلال مشاركتها في ندوة بعنوان "الوساطة الأسرية كطريق بديل لحل النزاعات الأسرية" التي نظمتها رئاسة المرأة والأسرة في حزب الهدى بمدينة إسطنبول، وشهدت حضوراً واسعاً في قاعة زفاف زيتين بورنو.

وفي كلمتها قالت سُلُن: "ما يوجد في الأسرة ينعكس على المجتمع، فالأسرة هي نواة المجتمع. التاريخ يثبت أن سقوط الحضارات الكبرى غالباً ما بدأ من تفكك الأسرة، كما أن نهاية هذه الحضارات جاءت بزوال المجتمعات التي لم تتمكن من حماية كيان الأسرة".

"مؤسسة الأسرة تعرضت لهجوم ممنهج خلال العقد الأخير"

وأشارت "سُلُن" إلى أن الأسرة، التي اعتُبرت عبر التاريخ وحدة مقدسة، تعرضت لهجوم مع انطلاق حركة التنوير في الغرب، مضيفة: "للأسف، بفعل الهيمنة الغربية، أصبح هذا الانحراف وباءً عالمياً. الاتفاقيات الدولية، والقوانين التي تلتها، وانتهاك خصوصية الأسرة عبر الإعلام، وترويج الانحرافات الجنسية بحرية تامة، كلها ساهمت في تضرر بنيان الأسرة خلال السنوات العشر الماضية. ومع ذلك، لم يتم إنتاج سياسات محلية فعالة للتصدي لهذا المشروع التخريبي، في حين أن الوقاية من الفساد تسبق الإصلاح".

"قضايا الزواج المبكر لم تُحل بعد"

وأوضحت "سُلُن" أن نسبة الطلاق تضاعفت خلال العقد الماضي، في حين شهدت معدلات الزواج تراجعاً ملحوظاً، قائلة: "وصل معدل الإنجاب إلى ما دون الحد الأدنى المطلوب لتجديد السكان. في المقابل، لم تُحل بعد مشاكل الأسر التي عوقبت بسبب الزواج المبكر، بينما تُروّج العلاقات غير المشروعة تحت مسمى (العلاقات العاطفية) للمراهقين. هذه المفارقة المؤلمة كان ينبغي تجاوزها، لكنها لا تزال قائمة".

"ليس قدَراً أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يُسرق مستقبل أطفالنا"

وبيّنت "سُلُن" أن عدد الأفراد الذين يعيشون بمفردهم في تركيا بلغ 5 ملايين شخص، قائلة: "واحد من كل خمسة منازل يعيش فيه شخص بمفرده. وعلى النقيض، أنشأت دول مثل اليابان وبريطانيا وزارة لمواجهة هذه الظاهرة، لو أن الأسرة حُميت لما احتاجوا إلى مثل هذه الوزارات، أما كوريا الشمالية، فبالرغم من تخصيصها مليارات الدولارات لرفع معدلات المواليد، إلا أنها لم تنجح في إقناع النساء بالأمومة. إذا لم تُتخذ التدابير اللازمة، فإننا سنواجه المصير ذاته".

واختتمت بالقول: "لسنا بحاجة إلى حلول غربية، فالغرب فقد ادعاءاته وقيمه، بل إنه هو من يحتاج اليوم إلى منظومتنا القيمية التي تضع الأسرة في المركز، لا الفرد. علينا أن نطور نموذجاً جديداً ينبثق من قيمنا الحضارية ونقدمه للعالم. لا ينبغي أن يكون صمتنا إزاء انهيار الأسر واستلاب مستقبل الأطفال قدَراً لا مفر منه. فكما تنهار أحلام وآمال الأسر المفككة، ينهار مستقبل المجتمع بأسره. ولهذا، لا بد من تفعيل آلية الوساطة الأسرية لدعم الأسر الضعيفة وإعادة ترميمها". (İLKHA)